الرئيسية / مقالات / اشارات الامام علي عليه السلام عن القرآن الكريم من سورة الأعراف (ح 14)

اشارات الامام علي عليه السلام عن القرآن الكريم من سورة الأعراف (ح 14)

فيينا / الثلاثاء 14 . 01 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل”وَعَلَى ٱلْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّۢا بِسِيمَىٰهُمْ” (الأعراف 46) قال: (نحن أولئك الرجال، الأئمة منا يعرفون من يدخل النار، ومن يدخل الجنة، كما تعرفون في قبائلكم الرجال منكم يعرف من فيها صالح أو طالح). وكذا صحيحة محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: “وَعَلَى ٱلْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّۢا بِسِيمَىٰهُمْ” (الاعراف 46) فقال: هم الأئمة منا أهل البيت عليهم السلام في باب من ياقوت أحمر على سور الجنة، يعرف كل إمام منا ما يليه. فقال رجل ما معنى وما يليه؟ فقال: من القرن الذي هو فيه إلى القرن الذي كان. وكذا ما رواه الثمالي رحمه الله عن أبي جعفر الباقر عليهم السلام في حديث يقول فيه ابن الكواء لأمير المؤمنين عليه السلام: يا أمير المؤمنين”وَعَلَى ٱلْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّۢا بِسِيمَىٰهُمْ” (الأعراف 46) قال: نحن الأعراف نوقف بين الجنة والنار، فلا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه، ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه.
جاء في موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: قوله تعالى “وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ” (الأعراف 138) نزلت الآية الكريمة في بني إسرائيل فإنّهم لمّا قطع بهم موسى البحر وهو نيل مصر، واغرق الله فرعون وقومه فيه، مرّوا على قوم يعكفون على أصنامهم، فقالوا لنبيّهم، “يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ” (الأعراف 138)، ودلّ ذلك على إغراقهم في الجهل، وعدم إيمانهم بالله الواحد القهّار، هذا ما أفادته الآية، وقد اعترض الجاثليق على أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال له مندّدا بالمسلمين، لم تلبثوا بعد نبيّكم إلاّ ثلاثين سنة حتّى ضرب بعضكم وجه بعض بالسيف. فأجابه الإمام بمنطقه الفياض، (وأنتم ـ يا معشر اليهود ـ لم تجفّ أقدامكم من ماء البحر حتّى قلتم، “اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ” (الأعراف 138)). ولم يطق الجاثليق الردّ على الإمام بعد هذا البرهان الحاسم والحجّة القاطعة.
بسم الله الرحمن الرحيم “وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين” (الاعراف 172) أخرج الحافظ ابو الحسن ابن المغازلي الشافعي في مناقبه عن علي قال إني لاذكر الوقت الذي أخذ الله تعالى علي في الميثاق. وجاء في موقع منتدى جامع الائمة عن خطبة الجمعة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: قال الله تعالى عن موسى عليه السلام: “وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ” (الاعراف 143) وقال امير المؤمنين عليه السلام ما مضمونه: كيف ارضى لنفسي ان يقال امير المؤمنين ولا اشاركهم يعني لا اشارك المؤمنين طبعا شظف العيش وقساوة الحياة. ولم يقصر هو في ذلك بل كانت كل حياته عليه السلام مبنية على الزهد المكثف والابتعاد عن الدنيا وما فيها ومن الاحاديث الواردة في فضل الصوم (انه جُنة من النار) يعني مانع وعاصم منها.
جاء في موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام للشيخ باقر شريف القرشي: قوله عز وعلا “وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ * وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ” (الأعراف 163-166) ورد تفسير هذه الآيات في كتاب الإمام أمير المؤمنين عليه‌ السلام حسب ما رواه أبو جعفر عليه‌ السلام قال، (وجدت في كتاب عليّ عليه‌ السلام أنّ قوما من أهل إيلة من قوم ثمود، كانت الحيتان وهي الأسماك قد سيقت إليهم يوم السّبت ليختبر الله طاعتهم في ذلك، فشرعت أي ظهرت في يوم سبتهم في ناديهم، وأمام بيوتهم في أنهارهم وسواقيهم، فبادروا إليها فأخذوا يصطادونها ويأكلونها، فلبثوا في ذلك ما شاء الله لا ينهاهم الأحبار، ولا يمنعهم العلماء عن صيدها، ثمّ إنّ الشّيطان أوحى إلى طائفة منهم إنّما نهيتم عن أكلها يوم السّبت، ولم تنهوا عن صيدها، فاصطادوها يوم السّبت وأكلوها في ما سوى ذلك من الأيّام. فقالت طائفة منهم، الآن نصطادها، فعتت وانحازت طائفة اخرى منهم ذات اليمين، فقالوا، ننهاكم عن عقوبة الله أن تتعرّضوا لخلاف أمره، واعتزلت طائفة منهم ذات اليسار، فسكتت ولم تعظهم، وقالت للطّائفة الّتي ووعظتهم، “لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً” (الأعراف 164)، فقالت الطّائفة الّتي وعظتهم، “مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ” (الأعراف 164)، فقال الله عزّ وجلّ، “فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ” (الأعراف 165)، يعني لمّا تركوا ما وعظوا به مضوا على الخطيئة، فقالت الطّائفة الّتي ووعظتهم، لا والله لا نجامعكم، ولا نبايتكم اللّيلة في مدينتكم هذه الّتي عصيتم الله فيها مخافة أن ينزل عليكم البلاء فيعمّنا معكم. قال، فخرجوا عنهم من المدينة مخافة أن يصيبهم البلاء، فنزلوا قريبا من المدينة، فباتوا تحت السّماء، فلمّا أصبح أولياء الله المطيعون لأمر الله غدوا لينظروا ما حال أهل المعصية، فأتوا باب المدينة فإذا هو مصمت، فدقّوا الباب فلم يجبهم أحد، فوضعوا سلّما على سور المدينة، ثمّ أصعدوا رجلا منهم فأشرف على المدينة فنظر فإذا هو بالقوم قردة ولهم أذناب، فكسروا الباب فعرفت الطّائفة أنسابها من الإنس، ولم يعرف الإنس أنسابها من القردة، فقال القوم للقردة، ألم ننهكم). وقال الإمام عليه‌ السلام، (والّذي فلق الحبّة، وبرأ النّسمة، إنّي لأعرف أنسابها من هذه الامّة لا ينكرون ولا يغيّرون ـ أي منكرا ـ بل تركوا ما امروا به فتفرّقوا، وقد قال الله، “فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ” (المؤمنون 41)، وقال الله، “أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ” (الأعراف 165)).

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً