الرئيسية / مقالات / اليوم الدولي لمنع التطرف: 12 شباط (لا تغلوا في دينكم) (ح 3)

اليوم الدولي لمنع التطرف: 12 شباط (لا تغلوا في دينكم) (ح 3)

فيينا / الأربعاء 12 . 02 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
 
جاء في موقع الأمم المتحدة عن اليوم الدولي لمنع التطرف العنيف 12 شباط/فبراير: خطة العمل لمنع التطرف العنيف: قدم الأمين العام في 15 كانون الثاني/ يناير 2016 إلى الجمعية العامة خطة عمل لمنع التطرف العنيف. وفي 12 شباط/ فبراير 2016، اتخذت الجمعية العامة قرارًا “يرحب بمبادرة الأمين العام، ويحيط علما بخطة عمله لمنع التطرف العنيف”. وقررت الجمعية العامة “مواصلة النظر في خطة العمل لمنع التطرف العنيف ابتداء من استعراض الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب في حزيران/ يونيه 2016 وكذلك في المنتديات الأخرى ذات الصلة”. واختتمت الجمعية مناقشتها العامة بشأن خطة العمل لمنع التطرف العنيف في 16 شباط / فبراير. وتدعو خطة العمل إلى اتباع نهج شامل لا يشمل الإجراءات الأمنية الأساسية لمكافحة الإرهاب وحسب، وإنما اتخاذ خطوات وقائية منهجية كدلك لمعالجة الظروف الأساسية التي تدفع الأفراد إلى التطرف والانضمام إلى الجماعات المتطرفة العنيفة. وبالتالي فالخطة هي نداء للعمل المتضافر من قبل المجتمع الدولي، وتقدم أكثر من 70 توصية  إلى الدول الأعضاء ومنظومة الأمم المتحدة لمنع زيادة انتشار التطرف العنيف.
عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ” (المائدة 77) “قل يا أهل الكتاب” اليهود والنصارى “لا تغلوا” لا تجاوزوا الحد “في دينكم” غلوّا “غير الحق” بأن تضعوا عيسى أو ترفعوه فوق حقه، “ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل” بغلوهم وهم أسلافُهم “وأضلوا كثيرا” من الناس، “وضلُّوا عن سواء السبيل” عن طريق الحق والسواء في الأصل الوسط.
وعن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ” (المائدة 77) ثم دعاهم إلى ترك الغلو فقال “قُلْ” يا محمد للنصارى فإنهم المخاطبون هنا. وقال قوم: إنه خطاب لليهود والنصارى، لان اليهود غلوا أيضا في تكذيب عيسى ومحمد “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ” أي: لا تتجاوزوا الحد الذي حده الله لكم إلى الازدياد، وضده التقصير، وهو الخروج عن الحد إلى النقصان، والزيادة في الحد، والنقصان عنه، كلاهما فساد. ودين الله الذي أمر به هو بين الغلو والتقصير، وهو الاقتصار. “غَيْرَ الْحَقِّ” أي: مجاوزين الحق إلى الغلو وإلى التقصير، فيفوتكم الحق. ومن قال: إن الخطاب لليهود والنصارى، فغلوا النصارى في عيسى: ادعاؤهم له الإلهية، وغلو اليهود فيه: تكذيبهم له، ونسبتهم إياه إلى أنه لغير رشدة “وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ” قال ابن عباس: كل هوى ضلالة، يعني بالقوم الذين ضلوا من قبل رؤساء الضلالة من فريقي اليهود والنصارى. والآية خطاب للذين كانوا في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، نهوا أن يتبعوا أسلافهم فيما ابتدعوه بأهوائهم، وأن يقلدوهم فيما هووا. والأهواء ههنا المذاهب التي تدعو إليها الشهوة دون الحجة، لأن الإنسان قد يستثقل النظر لما فيه من المشقة، ويميل طبعه إلى بعض المذاهب، فيعتقده، وهو ضلال، فيهلك به. والاتباع هو سلوك الثاني طريقة الأول على وجه الاقتداء به، وقد يتبع الثاني الأول في الحق، وقد يتبعه في الباطل، وإنما يعلم أحدهما بدليل “وَأَضَلُّوا كَثِيرًا” يعني به هؤلاء الذين ضلوا عن الحق، أضلوا كثيرا من الخلق أيضا، ونسب الاضلال إليهم من حيث كان بدعائهم، وإغوائهم “وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ” قيل في معناه قولان أحدهما: إنهم ضلوا بإضلالهم غيرهم، عن الزجاج والثاني: إنهم ضلوا من قبل، بكفرهم بعيسى، وأضلوا غيرهم من بعد، بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، فلذلك كرر. ومعنى سواء السبيل: مستقيم الطريق. وقيل له سواء، لاستمراره على استواء. وقيل: لأنه يستقيم بصاحبه إلى الجنة والخلود في النعيم.
جاء في موقع الحرة عن كيف خدعنا المتطرفون للدكتور توفيق حميد: استقطاع جزء من الآيات لإظهار مفهوم بعينه: الأمر الآخر هنا كان إظهار جزء من آية من آيات القرآن للحث على العنف و تعمد إغفال باقي الآية. فعلى سبيل المثال لم أزل أتذكر كيف كانت الجماعات الإسلامية تنشر معنى “وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً” حتى يحفزوننا على قتال ومحاربة غير المسلمين بصورة عامة دون أن يذكروا لنا باقي الآية ألا وهو “كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً”. والفارق في المعنى كبير لأن الآية لا تدعوا لقتال غير المسلمين كما علمونا فهي كانت تتكلم عمن بدأوا بالقتال والعدوان كما جاء في الآية الكريمة “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا” (البقرة 190). طمس آيات السلام في الخطاب الديني: كان من أبشع جرائم الجماعات المتطرفة هو إغفالهم وطمسهم للعديد من الآيات القرآنية الرائعة الواضحة الداعية للسلام والرحمة. ومن هذه الآيات ما يلي: “ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ” (المؤمنون 95) والآية تعني أن يرد الإنسان على الإساءة بالإحسان. والآية الكريمة “ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا (أي القدرة على الرد على الإساءة بالإحسان) “إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ” (فصلت 34). والآية ” وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” (البقرة 190).
عن مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية: وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها في سلوك الشباب ودفعهم نحو التطرف  2024-11-29 للباحث بسيم محمد رويح:  أسباب التطرف ودوافعه: هناك مجموعة من الأسباب التي تدفع بعض أفراد المجتمع لا سيما شريحة الشباب الى التطرف بمختلف أنواعه ومن أهم هذه الأسباب والدوافع: أولاـــ الأسباب والدوافع الاجتماعية:  للأسرة والمجتمع تأثير كبير في سلوك الأفراد وتنشئتهم تنشئة اجتماعية سليمة بعيدة عن مظاهر العنف والتشدد والتطرف وعدم قبول الأخر، فالأسرة والمجتمع هما المورد الذي يسقي بذرة الأخلاق لدى الأبناء، فكلما كان دورهما فاعلاً ساد الأمان والاستقرار الاجتماعي وأبتعد أفراد المجتمع عن مسالك الانزلاق والوقوع في شباك العصابات والجماعات المتطرفة. ثانياًـــ الأسباب والدوافع الاقتصادية: يعد الفقر من أهم الاسباب الاقتصادية التي تدفع الشباب نحو التطرف، اذ تستغل الجماعات الارهابية ظروف الفقراء الصعبة، وعدم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الاساسية لذا تكون جميع هذه الظروف بيئة خصبة لتجنيدهم، فضلا عن انتشار البطالة في معظم المجتمعات، والذي أدى الى وجود حالة من الإحباط والسخط الجماعي، الأمر الذي كان له الاثر في تبني التطرف كرد عملي. ثالثاًـــ الأسباب والدوافع السياسية والأمنية:  يعد التطرف السياسي من أكثر أنواع التطرف انتشاراً على مستوى العالم؛ ويعزى سبب ذلك الى تعدد التنظيمات الحزبية والتحول الكبير الذي يشهده العالم في عملية الانتقال من الأنظمة السياسية الدكتاتورية الى الانظمة السياسية الديمقراطية القائمة على التعددية الحزبية، وما للأخيرة من دور كبير في إيجاد حالة من التنوع والاختلاف في الأهداف والبرامج والايديولوجيات لتلك التنظيمات السياسية المتصارعة للوصول الى السلطة والاحتفاظ بها، فكثير من الانظمة السياسية الحاكمة عملت بما يخدم مصالحها الشخصية ومنافع منتسبي أحزابها، واهمالها وتقصيرها المتعمد في تحقيق ما تصبوا إليه شعوبها، فضلاً عن ممارستها الظلم والاضطهاد ضد شعوبها، الأمر الذي يثير حفيظة بعض فئات المجتمع ويدفعها الى سلوك سبل العنف والفوضى والتطرف لاستحصال حقوقهم. وهذا يدفع الى حالة من عدم الاستقرار والإخلال بأمن الدولة والمجتمع ككل. رابعا- الأسباب والدوافع الدينية: يعد السبب الديني من أخطر أسباب الغلو والتطرف، حيث إنّه يرتبط بقضية العقيدة والإيمان والكفر، والغلو الديني، ولعل أهم اسباب التطرف الديني مسألة الحاكمية، وعدم تطبيق الشريعة الإسلامية، وعند تتبع مظاهر التطرف في كثير من الدول الاسلامية نجد غالبها يرجع إلى مسألة الحكم بغير ما أنزل الله، وهذا الانحراف بعدم تطبيق الشريعة أنتج انحرافاً مقابلاً، فضلاً عن انتشار الفرق التكفيرية والضالة مثل: القاديانية والبهائية والوهابية وغيرها، وتبني بعض الدول الاسلامية والغربية مناهج مخالفة للإسلام مثل: العلمانية والعولمة، وهي مناهج ضلالية، كل ذلك كان له أثر عظيم في ظهور وانتشار التطرف عند بعض المسلمين، لاسيما شريحة الشباب.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً