الرئيسية / مقالات / إيران تهتم بشعبها بالدرجة الاولى

إيران تهتم بشعبها بالدرجة الاولى

فيينا / الأحد  08 . 06 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

نعيم عاتي الخفاجي

الفيالق الإعلامية الطائفية ليل نهار تنفخ، يرددون أكاذيب بالقول أن إيران احتلت عواصم عربية، وهذه كذبة كبرى، ليس من باب الدفاع عن إيران، لكن بصفتي كمواطن عربي مسلم شيعي، هذه الأكاذيب ليست وليدة اليوم، وإنما منذ قرون طويلة، وآباء واجداد هؤلاء القوم يرددون هذه الأقوال، تختلف في نوعية إطلاق المصطلحات، لكنها تحمل معنى واحد وهو تكفير الشيعة ومحاولة ابادتهم واستئصالهم.

ذكر المغفور له بإذن الله،  الدكتور الأمريكي هنري فوستر في أطروحته الدكتوراه نشأة العراق الحديث والتي صدرت في  جامعة لندن عام ١٩٣٢ ان زعيم سنة العراق طالب النقيب كان يحرض السير كوكز الحاكم البريطاني للعراق في عدم تقريب العنصر الفارسي ( الشيعي) لحكم العراق، هذا الكلام عام ١٩٢١ ولم تكن إيران الإسلامية ولا السيد الإمام الخميني رض، بل هذه الاتهامات ضد الشيعة ليست وليدة اليوم حتى في ثورة المختار الثقفي تم اتهام الثور أنهم فرس، مع العلم كل أئمة المذاهب السنية الأربعة هم فرس، وكل أصحاب الصحاح الستة والمؤرخين وأصحاب السير السنة  من الفرس، بل الشيعة هم الوحيدون الذين يتبعون أئمة آل البيت ع أحفاد وأبناء رسول الله محمد ص فهم العرب دون غيرهم، لكن هذه هي نتاج التطرف الأعمى والتعصب المقيت لدى العربان.

 كانت الفيالق الإعلامية الاخوانية والوهابية ينبحون ليل نهار أن إيران تحتل دمشق صديقة أمريكا واسرائيل ولو كانت دمشق تحت حكم أهل السنة لسارت ارتال الموحدين من اهل السنة بالتوجه نحو القدس وتل أبيب ولحررنا فلسطين، الحمد لله سقط نظام بشار الأسد ووصل الجولاني السفياني ومعه مائة فصيل جهادي تكفيري اخواني وهابي من مختلف بقاع دول العالم، لكن الذي شاهدناه،  ان الجولاني السفياني خلال ستة أشهر قدم إلى إسرائيل ما لم يقدمة بشار وابيه حافظ الأسد طيلة ٥٦ سنة، بل نظام الأسدين لو تنازل عن سبعة أمتار فقط بحافة نهر ينبع من الجولان في اتجاه طبرية لماحدث ماحدث إلى سوريا من حروب وتدمير والغاية إسقاط نظام الأسد لرفضه التنازل عن سبعة أمتار، بيل كلينتون حاول بكل الوسائل إقناع حافظ الأسد بالتنازل عن سبعة أمتار فقط مقابل توقيع سلام دائم وتقديم مساعدات في مليارات الدولارات لكنه عجز.

 زعيم الارهاب الجولاني السفياني تنازل عن الجولان والمنطقة العازلة والسويداء ودرعا مقابل أن يبقى في حكم سوريا.

جولة ترامب الاخيرة لتفقد ابقار الخليج، كتب عن الزيارة مئات الكتاب والصحفيين العرب ومن كلا الجنسين من الذكور والإناث، قالوا ان  جولة ترمب الخليجية اختباراً حقيقياً لمستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي في المشهد الجيوسياسي سريع الخطى اليوم، وأن  زيارة ترمب  إلى الخليج، نقطة تحول في إعادة تشكيل كيفية تعامل أميركا مع الشرق الأوسط، وأن ترامب أكد أن  العلاقات القوية والإستراتيجية بين بلاده والسعودية، تنعكس هذه العلاقة على رسم ملامح جديدة للمنطقة، وبخاصة في ما يتعلق بإيران.

 اتفق جميع المحللين من الكتاب والصحفيين العرب القول،  إيران تعي  جيداً أن الواقع الجديد أسقط إيران في سوريا ولبنان ….الخ، وأن إيران خسرت ذراعها حماس بسبب طوفان الاقصى، وأن اذرع إيران انتهت بالمنطقة، اذرع إيران لدى العربان يعني كل مواطن شيعي يعيش بالعراق ولبنان واليمن، يريدون أنظمة طائفية تحكم تلك البلدان عندها تنتهي قوانة اذرع ايران.

نفط الخليج والعرب وإيران وروسيا الان يباع إلى الصين والهند، لذلك الصين قامت في عمل وساطة مابين السعودية وإيران بعام ٢٠٢٣، ودول الخليج تعي ان إيران لم ولن تحتل أي بلد، ولو كان لها تأثير وسلطة على شيعة العراق لجمعت قادة القوى الشيعية وخاصة الكل يعرف ان هناك قوى طائفية تتربص بالانقضاض على شيعة العراق، لكن كل هذه المخاطر وإيران لم تقوم في تنظيم اجتماع يضم السيد مقتدى الصدر والسيد نوري المالكي والسيد الحكيم مثل مافعلت قطر والإمارات وتركيا في جمع الخنجر والحلبوسي وبقية القوى السنية البعثية الطائفية، والزامهم تبني موقف واحد، ياليت إيران تفكر بمصلحة شيعة العراق مثل تفكير السعودية وقطر والإمارات وتركيا في مصلحة العصابات الإرهابية السنية. للأسف إيران مجرد واجهة يتم مهاجمة شيعة العراق في اسمها وتشويه سمعتهم والافتراء عليهم، للأسف إيران تبنت قضايا العربان الخاسرة، وعلى رأسها قضية فلسطين التي باعها العرب السنة، الجنرال البريطاني الذي احتل فلسطين وقتل الجنود الأتراك العثمانيين قاد جيش قوامه مائتي الف مسلم سني مصري وهندي، نعم هذه هي الحقيقة المرة والمؤلمة، من باع فلسطين زعيم العرب السنة ومفتيهم شريف مكة، من تنازل عن كل فلسطين لليهود المساكين هو عبدالعزيز آل سعود وبتوقيع خطه، وتم نشر الوثائق من الخارجية البريطانية بعد مضي مائة عام عليها، من أصدر امر للقوات العراقية والعربية  الانسحاب من تل ابيبب بعام ١٩٤٧ قائد الجيش الأردني البريطاني الجنسية جون والذي سمي في غلوب باشا، نعم هو من أصدر امر الانسحاب وكان يشغل منصب قائد الجيش العربي الأردني  لعام ١٩٥٤.

إيران دعمت قضايا العرب واستفاد من إيران القوى الإخوانية السنية وأكثر المتضررين من ذلك هم القوى الشيعية العراقية والسورية واللبنانية  والبحرانية، نعم هذه هي الحقيقة، تخيل معي لو ان علاقة إيران جيدة مع أمريكا لما تجرأت الفيالق الإعلامية الوهابية والقوى الإرهابية في استهداف الشيعة وقتلهم على الهوية في العراق وسوريا، الكل شاهد كيف الجولاني السفياني لم يرتكب اي جريمة بحق أبناء الدروز على عكس مافعله الجولاني بحق العلويين الشيعة بحيث خطفوا حتى النساء وتم اهدائهن كسبايا لدى زعماء المجاميع الإرهابية التكفيرية، رغم الشيعة العلويين يشهدون الشهادتين ويصلون ويصومون ويحجون بيت الله الحرام…..الخ، كل هذا وتم اتهامهم بالكفر، علاقة الدروز مع اسرائيل كانت السبب بحمايتهم من القتل، ومن ينكر ذلك إلا المنافق والجاهل والغبي.

 امس الرفيق  لقاء مكي بعثي سني عراقي كتب بصفحته في منصة x، أن اجتماع الجولاني مع ترامب أنهى إمكانية ان تقوم الاقليات السورية في مواجهة سلطة الجولاني، بل لقاء مكي تخلى عن البعثية واعلنها صراحة بالقول نحن ضد البعث السوري لان بيت الأسد العلويين الشيعة، ونحن مع بعث العراق لان من يقود البعث العراقي سنة ههههه الرجل قالها بالعلن، أما البعض يريد أن يبقى أعمى ومغفل فهذا شأن يعنيه، يفترض في قادة الجمهورية الإسلامية الاستفادة من ماحدث في سوريا، كانت سوريا تعيش على أموال الشعب الايراني، رب ضارة نافعة، سقط نظام بشار الأسد، لذلك على إيران الاهتمام براحة ورفاهية الشعب الإيراني،  وجود علاقات إيرانية جيدة مع الغرب مفيد للعراق ولغيره ومفيد للشيعة أين ماوجدوا، أتعجب من  إيران تتبنى قضية فلسطين التي باعها وتنازل عنها أهلها العرب السنة ومحيطهم الإسلامي السني.

الزيارات لوزير  خارجية إيران إلى مصر ودول الخليج شيء إيجابي ونتمنى إيجاد تفاهمات واهم هذه التفاهمات على إيران ترك قضية فلسطين للعرب السنة ومحيطهم الإسلامي السنة، ومتى العرب السنة طالبوا في أرضهم حكومات وشعوب عربية سنية عندها يمكن إلى إيران تقف معهم، لكن إيران تقف الآن مع منظمة حماس بظل إجماع عربي سني على القضاء على منظمة حماس فهذا تصرف خاطىء، علينا نفكر بالمصلحة المادية أما القضايا الغيبية أمرها متروك لله عز وجل،  صدقوني اذا تخلت إيران عن تبني دعم حماس فاليوم الثاني نجد خطابات دول الخليج  تتغير وتصبح إيران دولة محبة وصديقة، انفاق إيران الأموال على البنى التحتية وإقامة المشاريع الاقتصادية في أراضي ايران،  عمل يرضي الله عز وجل والرسول محمد ص والإمام المهدي، الف لعنة على العربان الجبناء.

بعد ماحدث في سوريا على  إيران اتباع الخيار  الدبلوماسي للتعامل مع الدول العربية والعمل على  برنامج نووي سلمي  والعمل على تصفير اي  احتمال  دخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع أمريكا وغيرها،

‏في الحرب  هناك مهزوم وهناك خاسر ومنتصر والفرق بينهم كبير،  المهزوم هو ذلك الذي يخشى التفكير بالانتصار حتى مع نفسه مهزوم بكل جوارحه مهزوم بعقله وروحه مهزوم يكاد لا يرفع عينيه في وجه عدوه،  مهزوم ويرغب في نشر الهزيمة بين الاخرين وهذا نوع يحتقره الجميع الخصم والصديق .

اما الخاسر فهو شجاع يواجه فيخسر احدى المعارك يعود ليلملم شتاته ويكرر المواجهة حتى يكتب له النصر او انه يخسر فيقال ان فلان واجه لكنه خسر، اما المنتصر فهو الذي لا يفكر لا بالهزيمة ولا يضع الخسارة في حسبانه، أمة العرب نصيبهم باب المهزومين، بل قبلوا ان تنكحهم الأمم الاخرى، وفوق النكاح يعطون الناكحين تريليونات من الدولارات، هل يوجد عاقل بالدنيا يتبنى قضايا العرب المهزومين، على قادة إيران مراجعة مواقفهم، وترك أمة العرب المهزومة، والتفكير بمصالح الشعب الإيراني، رغم أن كلماتي هذه تحزن فلول البعث وهابي لكن المصيبة والانكى هناك كتاب شيعة يعيشون في رفاهية وليل نهار يمعمعون في تبني قضايا المقاومة ههههه والله أصبح مصطلح المقاومة يثير السخرية، حبيبي الشيعي المقاوم صاحب القضية الحقيقي هو  العربي السني  تنازل عن قضيته، ومنبطح ومرتاح جاي يلوطون به، ماتكلي انت يا اخي  الشيعي المقاوم،  شمالك زاج نفسك بهذه المعمعة، خالص التحية والتقدير.

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

8/6/2/2025

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً