السيمر / الجمعة 03 . 03 . 2017
أنور السلامي
لديّ مكعبات بناء, ألهو بها في صغري , كنتٌ اقضي معظم وقتي معها, أنثرها تارة وأجمعها تارة أخرى, اصنع منها المنزل ضخم والقطار الجميل, ضّناً منْي اصنع أسرة , بل اصنع ما أشاء في عالمي الخاص, بيديّ ابني وبيديّ اهدم, بنائي يستغرق وقتا كثيرا, بل حتى جهدا أكبر, وأهدمْ بضربه كف, من الذي يعلم ماذا أروي..؟
إن التزويج هو البناء الذي يستغرق وقتا طويلا, وبشكل عام وضع الإسلام أسس معينة في كيفية اختيار الزوجة المناسبة وكذلك توجد ضوابط, لقبول طلب اليد بالزواج أو رفضه بالنسبة للمرأة, وما يترتب عليه بعد الزواج, من الاهتمام بالأولاد ورعايتهم, واندماجهم بالمجتمع, لأنهم جزء منه, على أي حال, فالمجتمع يتكون منهم , وتماسك المجتمع وسعادته مرتبط بشكل مباشر بنجاح وسعادة الأسرة والعكس صحيح أيضا, أي عندما نقول, أن شقاء الأسرة وتعاستها ينعكس بشكل مباشر على هذا المجتمع.
لتشكيل أسرة صالحة مؤمنة يجب أن تكون وفقْ معايير وأهمها, أن يكون طالب الزواج كفئ للزوجة, وهي كفئ لطالب الزواج, وهنا أستطيع القول أن الزواج قد نجح, حيث تلعب الزوجة دور المٌعّينة لزوجها, وسوف تُقْدم ما تستطيع لاسعادة, وكذلك الزوج سوف يقوم بدورة بالشكْل المناسب أيضا, إذا الاعتناء بهذا الموضوع وإعطاءه وقتا كافيا لكلا الطرفين سواء في البحث أو في تدقيق الاختيار.
أن الهدم بضربه كف, هي عدم معرفة حقوق الزوجين لبعضهما البعض, مما يسبب الطلاق المبكر, وانهيار الأسرة , ولتجنب مثل هذه الحالات, بغيه حصول الشابين على السعادة , توُكّل مهمة تعريف حق الزوج وحق الزوجة للوالدين, وكذلك للمؤسسات الخيرية الراعية لهم إن وجدت, لتساعد الأزواج الجٌدد لتعّرفهم ما لهم وما عليهم من واجبات وحقوٌق.
ولا يفوتني ذكر مساهمة الدولة في أنجاح أو إفشال الأسرة, ودورها الفعال في ذلك, من خلال إيجاد فرص عمل مناسبة للشباب لكلا الجنسين, وتقديم القروض والتسهيلات المالية لهم, ودعم الطلبة الأوائل, وحماية المنتج المحلي, وتطوير القطاع العام, وفتح المجال للقطاع الخاص, وحماية العملة من الهبوط , وبناء دور واطئه ألكلفه للعرسان الجدد, كلها تساهم , في بناء المجتمع, وما تقوم به الدولة حاليا وللأسف, الهدم فقط كما كنت أفعل في صغري .
ابقوا معي للحدث بقية.