السيمر / الاحد 27 . 01 . 2019
خالد الناهي
كل لغات العالم فيها كلمات تموت” أي لا تستخدم” فتصبح غريبة وغير مفهومة عند سماعها، لكن هذه الكلمات عادة ما تأتي كلمة دريفة لها، وتحمل نفس معناها، مما يعني موت الكلمة، وليس المقصود منها. ما يحدث اليوم في مجتمعنا، موت كلمات مع ما تحمل من معنى، عندما تقول مثلا ” هذا التصرف عيب” تعرض نفسك لنقد لاذع من الاخرين، بالإضافة الى السخرية مما تقول، وكأنك تتحدث بشيء خارج المألوف. كثير من مجتمعنا أصبح يتصور عدم الحياء، من خلال اللبس او القول، يعني تحرر، وانفتاح على العالم، لا بل راح بعض منا يعتقد أن وضع مساحيق التجميل على وجهه، أو الخروج من زوجته او شقيقته وهي شبه عارية، دليل على انه شاب متطور ومنفتح على العالم. موت الكلمات امر طبيعي، بالخصوص في اللغة العربية، فهي لغة ولادة، لكن ما يحصل لمعاني الكلمات أمر مخيف ومربك، أن لم يعالج بالسرعة الممكنة فانا نتجه لمجهول مخيف. ما نراه في وسائل التواصل الاجتماعي، من زوج يرقص مع زوجته، أو والد مع ابنته وهي ترقص أمامه وغيرها من المشاهد التي كانت مرفوضة وغير مسموح بها، وأصبحت من المسلمات في وقتنا الحالي. حالات الطلاق التي نقرأها في التقارير الخاصة بالمحاكم العراقية، تمثل ارقام كبيرة، اما اسبابها لا ترقى الى الزعل حتى. عدم الاكتراث من قبل الأهل، والانسياق خلف رغبات الأبناء المراهقين، جعلت الصورة تظهر بشكل مغاير لطبيعتها، فبدل من مسك أولياء الامور لدفة القيادة، والمضي بالأبناء الى بر الأمان، راح الأهل ينساقون خلف الأبناء، ويسايرونهم، وفي كثير من الأحيان يفعلون مثلهم، أن لم يكن اسوء منهم. نحتاج كلمات ” عيب، أخوه، جيران، لا يجوز، لا ينسجم، يسيء لي، حقوق الاخرين، يرفضه مجتمعنا، لا يقبله ديني، لا يليق برجولتي” وغيرها من الكلمات التي تشذب تصرفاتنا، وتحد من رغباتنا الغريزية. هناك فرق بين الحرية والفوضى .. هذا ما قاله ممثل المرجعية في خطبته اليوم، وطالب بأن توضع ضوابط وقوانين تنظم حرية الفرد، واخراج المجتمع من حالة الفوضى الى الحرية الطبيعية، التي لا تتعارض مع حقوق الأخرين، وتنسجم مع مجتمعنا. لماذا المرجعية تحذر من التفكك الاسري؟ ولماذا تنتقد ما يمر به مجتمعنا من تغيرات، يعتبرها البعض طبيعية ومواكبة للعصر؟ نعتقد على الجميع التوقف قليلا، وأعاده النظر بالوجهة التي متجه اليها.