الرئيسية / مقالات / دولة رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي

دولة رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي

السيمر / الاحد 17 . 02 . 2019

اياد السماوي


السلام عليكم ورحمة الله وبعد ..

أحد الأصدقاء نقل لي يوم أمس السبت قول عن الأمين العام لحركة العراق الإسلامية ( كتائب الأمام علي ) الحاج شبل الزيدي مفاده .. إننا يجب أن نقف مع السيد عادل عبد المهدي وندعم حكومته وأن نغض الطرف عن بعض السلبيات في إدارة الحكومة من أجل ضمان استمرارها وعدم سقوطها في هذا الظرف الحسّاس الذي يمرّ به البلد والمنطقة , وأن نعطي فرصة للسيد عبد المهدي لتحقيق ما وعد به في برنامجه الحكومي الذي قدّمه لمجلس النوّاب .. والحقيقة يا دولة الرئيس أنّ كلام الحاج شبل الزيدي هو صحيح من جهة وغير صحيح من جهة أخرى , فحين يكون البلد أمام تحدّيات أمنية وعسكرية خطيرة كالتحدّيات الحالية التي تمرّ بها المنطقة وخصوصا بعد مؤتمر وارسو وما نتج عنه من اصطفافات سياسية للمنطقة بقيادة أمريكا وإسرائيل , فمن المؤكد أن هذا الاصطفاف يتطلّب الوقوف صفا واحدا وراء الحكومة لمواجهة هذه التحدّيات المصيرية , ولا شّك مطلقا بأهمية مواجهة هذا التحدّي الجديد في المنطقة , لكن في المقابل هذا لا يعني أننا سنغمض أعيننا عن الشبهات والأخطاء ونمرّرها كوننا في وضع سياسي وأمني يتطلّب رص الصفوف وشحذ الهمم لمقاومة أمريكا وإسرائيل .

دولة الرئيس المحترم .. وأنا أطالع أخبار هذا اليوم الأحد لفت انتباهي خبر عن إعلان الأمانة العامة لمجلس الوزراء في بيان لها أنّ ( مجلس الوزراء وافق على قيام وزارة التجارة بإضافة خمسة كغم من مادة الطحين الصفر للعائلة الواحدة ونصف كغم من مادة العدس للفرد الواحد ضمن مقررات البطاقة التموينية لشهر رمضان المبارك ) .. والحقيقة يا دولة الرئيس حين قرأت الخبر سخرت منه , كما كنّا أنا وأنت نسخر من النظام السابق حين كان يعلن عن مثل هذه المكرمة من قائد الأمة العربية والإسلامية المقبور صدّام إلى أبناء الشعب العراقي بتخصيص دجاجة لكل عائلة عراقية في شهر رمضان , ومن المؤكّد أنّ جنابك الكريم كونك معارض للنظام السابق كنت على اطلاع بما يقوله العراقيون من نكات وازدراء عن تلك المكرمات , فما حدى مما بدى لتسير على ذات المنهج الذي سار عليه المقبور صدّام في استهانته بالعراقيين ؟ هل جنابك معجب بطريقة صدّام بتوزيع مكرماته على العراقيين ؟ ولو افترضا جدلا أن هذا القرار لا يحمل أي استهانة بالعراقيين , فهل أنت واثق من سلامة تنفيذ هذا المقترح من دون أن تطاله آيادي الفساد ؟ وهل تعلم يا دولة الرئيس أنّ أس الفساد في وزارة التجارة هو من خلال البطاقة التموينية ؟ لماذ لا تخصص الحكومة مبلغ عشرة آلاف دينار لكل فرد من العوائل المشمولة في البطاقة التموينية وتسلّم لهم في هذا الشهر الفضيل ؟ أليس هذا افضل للعوائل الفقيرة والمحتاجة وسيمنع أي فساد محتمل ؟ لماذ هذا الإصرار على هذه الإجراءات التي تحمل شبهة الفساد في كلّ مرحلة من مراحلها ابتداء من التعاقد حتى وصولها للمواطن للفقير ؟ ومن وراء هذا المقترح وكيف مررّ من قبل مجلس الوزراء ؟ وماذا لو تبيّن أنّ هذه المقترح تقف وراءه جهات فاسدة تريد أن تفوز بهذه العقود ؟ .. سيدي دولة الرئيس .. لو كان في وزارة التجارة وزيرا مثل الوزير محمد مهدي صالح لما سرى الشّك بالفساد إلينا .. تقبل مني صراحتي ووضوحي ..

أياد السماوي

اترك تعليقاً