السيمر / الأربعاء 30 . 08 . 2017
عبدالحمزة سلمان
قيادة المجتمع تقسم لقسمين قادة الرأي العام, والقادة في ساحات القتال المدافعين عن الوطن, ومن النادر وجود شخص يحمل الصفتين, حيث يقاتل في ساحات القتال ويقود المجتمع, ويحمل همومه, ويؤثر على الرأي العام, و يحدد المعطيات.
جميع الحروب بالعصر الحديث تتأثر بالرأي العام, ويسبب إنحرافها عن مسارها الحقيقي, أصبح الإعلام الذي يخلق الرأي العام, هو القائد, لتوجهات المجتمع, بل المتحكم بأفعال الأفراد, من الناحية النفسية و المظهر, والتصرفات, وكذلك التقليد لشخصيات لا صلة لها بتقاليد المجتمع .
ينتج من ذلك إن قادة الرأي العام هم رواد المجتمع, والمؤثرين في تحديد المسار, وخلق ردود الأفعال, بالإستجابة والرفض, وتهيئة المناخ الفعال, الذي يتفاعل مع المشكلة أو القضية, ذات الإهتمام المباشر للمجتمع .
يخوض العراق حربين, في آن واحد, الحرب الميدانية مع الإرهاب عدونا المشترك, عصابات الكفر والإرهاب داعش, التي تتنافى أفعالها مع جميع الأديان السماوية والمعتقدات والأخلاق, والحرب النفسية التي يقودها الفكر الوهابي الصهيوني, ضد المعتقدات الدينية, التي تعتبر أواصر الربط بين شرائح المجتمع ووحدته.
تتطلب هذه المرحلة بروز دور القائد السياسي,أما يقود الرأي العام, و يؤثر بالشعب ليخدم المعركة , ويرفدها بالطاقات, أو يتجحفل مع القوات العسكرية , أين دور البرلمان العراقي من الجهاد ؟ وهل نجدهم في ساحات الوغى؟ يدافعون عن بلدهم وعن عروشهم ؟ و الإستجابة لنداء المرجعية, لكونهم لم يتم إستثناءهم منه, أو هم الآن بين الشعب لتوحيد الرأي العام ؟ و مشاركتهم الفعلية تثبت الولاء للوطن, وللشعب العراقي.
ينشغلون بتنظيم المقطوعات الإنشائية فقط وإلقائها, التي ليس لها أي مردود إيجابي للشعب, وفي عزلة عن مأساة الشعب العراقي, هل هم من غير الجنس المتكون منه الشعب العراقي؟ أو منزلين من كوكب آخر, على رقاب الشعب, يدور عملهم في القاعات المكيفة فقط,والسفر والترفيه.
نقترب من مرحلة جديدة تغمرها الإنتصارات, بتحـرير أرضنا من الكفر والإرهاب, دفعنا ثمنها غاليا, دماء الشهداء الزكية, تتطلب إعادة حساباتنا, وتحرير أفكارنا, ونكون شعب واحد, ضد الهجمات الفكرية,سف تنقل صناديق الإقتراع ثقافتنا وتطورنا للعالم, أم هل سنعيد كَرَّتَيْنِ؟.