الرئيسية / مقالات / الايديولوجيا الدينية لاتعني الذيلية

الايديولوجيا الدينية لاتعني الذيلية

السيمر / فيينا / الثلاثاء 23 . 01 . 2024

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

الأيديولوجيا مصطلح قديم أصلها يونانية، تنقسم إلى قسمين، الأول يعني الفكرة، والثاني يعني العلم أو السلطة، وفق المفهوم اليوناني القديم تعني سلطة الأفكار، هذا المفهوم تطور نتيجة تطور العلوم السياسية بالعالم، وأصبحت الأيديولوجيا تعني مجموعة من الأفكار التي يتبناها الأشخاص وفق الانتماء السياسي.

هناك من يتبنى الأيديولوجية الدينية سواء كانت يهودية أو مسيحية أو اسلامية أو بوذية، تكون نظرة الأمور للحياة وفق الاعتقاد الديني والمذهبي الذي يؤمن به الشخص نفسه.

الفيالق الإعلامية لدول البداوة المؤدلجة وفق عقائد بدوية تكفيرية متخلفة، ينظرون لمن حولهم بنظرة طائفية بدوية استئصالية، الكثير من هؤلاء المؤدلجين يعانون من جهل مركب، يعتبرون أنفسهم مصلحين ومحلليين سياسيين وهم بالواقع ماهم سوى جهلة امعات واجهات للقوى التكفيرية من حيث يشعرون أو لايشعرون.

أمة الإسلام بشقيهم السني والشيعي وصل عددهم مايقارب إلى مليارين من بني البشر، موزعين في كل اصقاع العالم، ويجمعون أتباع مسلمين من كل الأمم والاعراق بالعالم، لاتوجد عرقية بالعالم وإلا تجد من أبنائهم مسلمين، وكذلك مع اتباع الديانة المسيحية واتباع الايدولوجيا الشيوعية واليسارية والليبرالية.

وجود افكار جامعة من بين أبناء البشر لاتعني الذيلية، بل لدى علماء الاجتماع آراء متعددة، جزء كبير من علماء الاجتماع، اعتبروا كل إنسان له نسقه الخاص من التفكير بالحياة، لذلك كثرة البشر، تعني كثرة الأنساق، يعني كثرة الآراء، حول فهم الأمور التي تخص بني البشر، وهذا بلا شك تطور للإنسان نحو الأفضل، ويستطيع الإنسان التنبؤ للمستقبل.

لذلك الايدولوجيات يمكن فهمها بمفهوم واسع عام شامل، وليس بمفهوم قاصر في محاولة تسفيه وتشويه سمعة كل قوى دينية أو مذهبية أو سياسية لكونهم يختلفون مع الطرف الآخر.

بما أنا عربي ومسلم وعراقي ومهتم بالشأن السياسي، لذلك مضطر أن أتابع وسائل الإعلام العربية الفضائية، واتابع ماتكتبه الفيالق الإعلامية لدول البداوة بالصحف ومايكتبوه من تغريدات بمواقع التواصل الاجتماعي.

أتابع قنوات العربان كالجزيرة والعربية والحدث لكي اشاهد هراء المحللين العربان، في بعض الأحيان تضطر قناة الجزيرة والعربية الاتصال بمحللين غير عرب، عندما تحدث احداث، قناة العربية السعودية بعد دخول الحوثيين بصراع البحر الاحمر، كان مطلب الحوثيين تم تحديده استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل بشكل خاص إلى أن يقف نتنياهو حرب إبادة شعب غزة والتي طالت لفترات زمنية طويلة، ولم تكن حرب خاطفة لمدة أسبوع واحد، ويحقق أهدافه.

تعثرت عملية نتنياهو وتجاوزت المائة يوم، بلا شك مناظر قتل الأطفال والنساء تثير مشاعر الكثير من الناس، إطالة حرب غزة جعلت قوى شيعية عراقية ويمنية تدخل على الصراع لأجل إيقاف حرب غزة وليس لاشعال حرب عالمية، لأن إمكانية القوى الشيعية محدودة ومتواضعة، الدول الخليجية الوهابية باتت واقفة مع نتنياهو للقضاء على منظمة حماس والعمل على اجثاث منظمة حماس، بحيث تم منع الدعاء لهم بالمساجد في المملكة العربية السعودية.

لذلك الفيالق الإعلامية البدوية منزعجة كيف القوى الشيعية أصبحت المدافعة عن أهل السُنة والجماعة من منظمة حماس في غزة، والكثير من أبناء الشعوب العربية والإسلامية باتت تقف في احترام وتقدير للقوى الشيعية.

قناة العربية السعودية استضافت استاذ علوم سياسية من جامعة طهران للحديث عن الصراع في البحرالأحمر، الرجل عندما أجاب على سؤال المذيع عن علاقة الحوثيين في ايران،

كلام المحلل الإيراني، قال إنَّ اليمن يتعرَّض للاعتداء من أميركا وبريطانيا، وإنَّ الجماعة الحوثية ليست ذراعاً ايرانياً بل يلتقون معنا في الرؤية لرفض قتل شعب غزة وفي المقاومة.

كلام هذا المحلل السياسي الإيراني نزلت كالصاعقة على رأس معد البرنامج الإخباري الحواري، وأثار حفيظة الكثير من الكتاب السعوديين الذين يعرفون حقيقة وقوف حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان مع نتنياهو للقضاء على منظمة حماس.

كلمات المحلل الإيراني ازعجت الفيالق الإعلامية السعودية والعربية المرتبطة ارتباطاً روحياً مع استلام هبات وعطايا الريال والدولار، قالوا كيف هذا المحلل الإيراني اعتبر هجمات الحوثي على الملاحة التجارية في البحر الأحمر بأنَّها عمليات مقاومة مشروعة، وأنَّ الهدف منها فقط السفن الإسرائيلية، واه مصيبتاه، يالثارات بني عبس.

أنا لست مدافعاً عن الحوثي، ولو كنت مكان القيادة في صنعاء لقبلت العروض السخية التي قدمتها دول الغرب للحوثيين في الاعتراف بحكومتهم كما قال القيادي الحوثي محمد البخيتي، لو كنت بمكان الحوثي هذه فرصة مؤاتية، استغلها للسيطرة على كل اليمن والف بل مليون لعنة على العربان، بالأمس حماس ساندت عدوان السعودية على الحوثيين في عملية الحزم التي استمرت ثماني سنوات.

وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ذكر في مقالة له بـ«صنداي تلغراف»، أن هذه الأعمال العسكرية بالبحر الأحمر «منفصلة تماماً» عن النزاع في غزة.

كلام الوزير البريطاني به كلام صحيح، الحوثيين ليسوا أعضاء من منظمة حماس، موقفهم واضح المطالبة في إيقاف الحرب، عندما يوقف نتنياهو حربه بغزة، تقف عمليات الحوثيين في البحر الأحمر، لكن بريطانيا والناتو يعتبرون القضاء على حماس ومعهم دول الخليج السعودية والإمارات هدف أساسي ومهم، ويعملون بكل قوة على سحق حماس.

كاتب سعودي بدوي متخلف كتب القول التالي،( نحن، أهل الشرق الأوسط، نعلم ارتباط الحوثي والحشد والحزب في اليمن والعراق ولبنان)، وأضاف لها أكاذيب بالقول( وبقية العصابات الصغيرة مثل الأشتر في البحرين وخلية العبدلي في الكويت).

اقول الى هذا التافه، خلية العبدلي برأهم القضاء الكويتي، وعملية الاعتقال تمت أن هؤلاء الأشخاص مرتبطين في مكاتب المرجعية وقاموا في تحويل أموال حقوق شرعية من أموال الخمس والزكاة التي دفعها مواطنين كويتيين شيعة صرفت إلى ايتام في لبنان. نعم هذه هي الحقيقة.

لولا الحشد الشعبي لما تم هزيمة داعش، ولاصبحت المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت إمارات إخوانية تكفيرية، لولا الحشد لطارات عروش دول الخليج، لكن لا ألوم الفيالق الإعلامية البدوية التي تبغض الحشد، لأن المقاتلين بالحشد قتلوا آلاف الإرهابيين العربان، وبالتأكيد هم أقارب واخوة واعمام الكثير من هؤلاء الإعلاميين السعوديين.

أقول إلى الفيالق الإعلامية الخليجية، كل دول العالم وغالبية الكتاب والمثقفين بدول أوروبا يعلمون أن الإرهاب القاعدة وداعش وعمليات الدهس والطعن بالسواطير والسكاكين في شوارع أوروبا التي طالت مئات المواطنين الأوروبيين هي من تنفيذ أنصار التيار الوهابي السعودي، نعم هذه هي الحقيقة.

جون ألترمان، الخبير الأميركي ومدير «برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية»، ذكر في تعليق نشرته «العربية» قال، «التحدي يكمن في إقناع الحوثيين بأنَّ مزيداً من الضربات (التي يوجهونها للسفن) ستكون ضد مصالحهم»، مشيراً إلى أنَّه «ليس من المؤكد حتى الآن أنَّهم توصّلوا إلى هذا الاستنتاج».

هذا الخبير الامريكي قال الحقيقة، لو أن الحوثيين يقبلون التفاوض مع أمريكا في إيقاف التصعيد، بالتأكيد أمريكا تقوم بدعم الحوثيين ولاصبحوا قوى سلام ومحبة ولأصبحوا أسياد الخليج، ولأصبح العليمي وحكومته خدم لدى الحوثي، لكن ليس كل الناس تقبل بالتنازل عن بعض القيم، والله لو كنت أنا في مكان الحوثيين لبعت العربان في ثمن بخس،

كلام الخبير الأمريكي المستر جون آثار خوف الكثير من ساسة دول الخليج .

نفس كلام هذا الخبير الأمريكي انا سمعته من جنرال أمريكي كان قائد فيلق أمريكي في عملية عاصفة الصحراء، جمعتني به الصدفة في مدينة فينكس مركز ولاية اريزونا الامريكية، قال لي نعرف الإرهاب مصدره من السعودية، ونعرف الشيعة يحرمون قتل الأطفال والنساء، لكن مشكلة الشيعة يرفضون التقرب إلينا نحن الأمريكان، مضاف لذلك عندنا نحن الأمريكان إسرائيل خط أحمر، وإيران ترفع شعارات ضد أمريكا واسرائيل.

في الختام يفترض بالقيادات الشيعية التفكير بالمصلحة وفي كمية الربح ويكفوا عن التضحية بكل شيء والخسارة، الكثير من المرجعيات الشيعية بما فيها مرجعية السيد الولي الفقيه يعطلون أحكام شرعية لأن تطبيق الحكم يتم تحت ظل نبي أو أمام معصوم، يمكن تطبيق هذا المبدأ أيضا في الربح والخسارة، بما ان المرجع ليس نبي ولا معصوم، لذلك يمكن التفكير بالربح والكف عن تعريض الطائفة الشيعية للخسارة، ولو كنت في مكان السيد الحوثي لفكرت بالربح والف طز والف لعنة على العربان، مع خالص الود والاحترام والتقدير لكافة قراء مقالتي هذه.

22/1/2024

اترك تعليقاً