السيمر / الأربعاء 12 . 10 . 2016
صالح الطائي
بعد جهاد مرير، وصرف مليارات الدولارات المضمخة برائحة البترول؛ لإحياء الشريعة، وترسيخ تعاليم الدين، والحث على الجهاد ضد الكفار المزعومين، تحققت ثلاثة مكاسب تاريخية:
في المكسب الأول: نجحت داعش الإجرامية في تجنيد مئات الفتيات المسلمات للعمل في دعارة جهاد المناكحة، هذا الفعل القبيح الذي نسبوه إلى الإسلام، والذي أسبغ عليه بعض رجال الدين المنحرفين شرعية دينية، جعلته بمصاف أي فرع من فروع الجهاد الأخرى.
وفي المكسب الثاني: نجحت أولى الدول الإسلامية؛ التي أمدت داعش بمقاتلات فاتنات بالتربع على عرش الدعارة الدولية، لتتقدم على جميع دول (الكفر) بما في ذلك تايلاند وألمانيا والفلبين وفنزويلا وكوريا الجنوبية وبيرو، حيث أشارت الإحصاءات التي قام بها موقع (هوفاسكوب جلوبال بلاك ماركت أنفورميشن) (Havocscope Black Market Information) المتخصص في بحوث الأسواق السوداء حول العالم، إلى وجود (52) بائعة هوى لكل عشرة آلاف نسمة في ماليزيا الإسلامية، بينما تبلغ النسبة في تايلاند (45) بائعة هوى فقط لكل عشرة آلاف نسمة، وفي ألمانيا (49) بائعة هوى لكل عشرة آلاف نسمة.
تصوروا ألمانيا التي تعتبر فيها الدعارة نشاطا شرعيا، لدرجة أن وزيرة الأسرة الألمانية (مانويلا شفيزيغ) دعت إلى تأمين مزيد من الحماية للعاهرات نظراً للظروف الصعبة والسيئة، واستغلالهن من قبل بعض أصحاب بيوت الدعارة. تلك الدعوة التي جاءت خلال مناقشة البرلمان الألماني في جلسته يوم 2 حزيران 2016 قانوناً جديداً للدعارة في البلاد من شأنه حماية العاهرات على نحو أفضل من الاستغلال والاتجار بهن، حيث دعت الوزيرة يومها إلى: “إن الكثير من العاهرات يعملن تحت ظروف غير إنسانية، ولا بد من وضع نهاية لذلك”.
وتصوروا أن بعض القساوسة في الفلبين مثل القس (كولويكه) يقومون بدور مؤسسة اجتماعية تهتم بالفتيات لأنهم يرون أن من والواجب عليهم رعاية الفتيات الباغيات(15ـ16 عاما) فهن بحاجة لمسعداتهم ولهذا هم هناك.
فالفلبين برغم كونها إحدى الدول الموقعة على مواثيق تحريم الاتجار بالبشر، ولكنها حورت عمليات البغاء لتصبح شرعية بخلاف تعريف مواثيق الأمم المتحدة لها، لسبب بسيط وهو أن الدعارة فيها تسهم في جلب السياح للبلاد، وتعتبر مصدرا من مصادر التجارة الوطنية بما تدره على البلد من مكاسب.
هذا وكانت صحيفة “دي فيلت” الألمانية واسعة الانتشار قد نشرت تقريراً أشارت فيه إلى ازدهار الاتجار بالنساء في ماليزيا خلال السنوات الماضية، لتتجاوز بذلك تايلاند والفلبين، وتصبح الوجهة العالمية الأولى لسياحة الجنس الرخيص. وأوردت الصحيفة أن بالإمكان زيارة صالونات التدليك (المساج) المصحوب بالجنس في بوكيت بينتانج، أحد أكبر شوارع العاصمة كوالالمبور. كل ذلك لأن البغاء والاتجار بالبشر يوفر لهذا البلد مبالغ خيالية يصعب حصوله عليها من أي مجال تجاري آخر، حيث
أشار موقع (هوفاسكوب) إلى أن عائدات هذا البلد المسلم من تجارة الجنس بلغت حوالي 854 مليون يورو في العام الواحد!.
وفي المكسب الثالث: أعطت للغرب الذي يتهمونه بالكفر زورا وبهتانا صورة واضحة عن الإسلام الراديكالي السياسي المتشدد على أنه نمط من التدين البراغماتي النفعي، لا علاقة له برسالة الإسلام النقية السمحاء.
ومنه يتبين أن من نصبوا أنفسهم قيمين على الدين وخداما لعتباته المقدسة ليسو أكثر من سياسيين مصلحيين يبحثون عن مصلحتهم الشخصية ويسعون إلى تمجيد ذواتهم، ولا علاقة لهم بأي عقيدة دينية!.