فيينا / الخميس 29. 08 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
على نواب البرلمان العراقي أن لا يسمعوا قول الذين يساندون اخراج القتلة والفاسدين وتجار المخدرات وكبار السراق على أن الدولة الفلانية أو العراق في الزمن الفلاني اصدر قانون عفو وعفا عن مثل هؤلاء المجرمين، ثم يطلبوا مقايضة قانون العفو بقانون آخر، فعليكم برفض إخراج هؤلاء المجرمين استنادا الى المثل بالمثل على الحق لأرجاعه إلى المظلومين وليس الباطل الذين يساندون اخراج القتلة وكبار السراق وتجار المخدرات، فان الله تعالى بيده الفضل. جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى عن مِثْلَ “وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ أَن يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ ۗ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” ﴿آل عمران 73﴾ “ولا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ”. ويستفاد من بعض التفاسير أنّ يهود خيبر أوصوا يهود المدينة بذلك لئلاّ يقع القريبون من رسول الله (صلَّ الله عليه وآله وسلم) تحت تأثيره فيؤمنوا به حقّاً، لأنّهم كانوا يعتقدون أنّ النبوّة يجب أن تكون في العنصر اليهودي، فإذا ظهر نبيّ فلابدّ أن يكون يهودياً. يرى بعض المفسّرين أنّ جملة “لا تُؤْمِنُوا” من الإيمان الذي يعني (الوثوق والإطمئنان) كما هو أصل الكلمة اللغوي. وبناءً على ذلك يكون المعنى: هذه المؤامرة يجب أن تبقى مكتومة وسرّية، وأن لا يعلم بها أحد من غير اليهود، حتّى المشركين، لئلاّ تنكشف وتحبط، ففضح الله هذه المؤامرة في هذه الآيات وفضحهم، ليكون ذلك درس عبرة للمؤمنين، ودرس هداية للمعاندين. “قل إنّ الهُدى هُدى الله”. هذه جملة معترضة جاءت ضمن كلام على لسان اليهود في ما قبلها وما بعدها من الآيات. في هذه الآية التي تقع بين كلام اليهود، يردّ الله عليهم ردّاً قصيراً ولكنه عميق المعنى. فأوّلاً: الهداية مصدرها الله، ولا تختصّ بعنصر أو قوم بذاته، فلا ضرورة في أن يجيء النبيّ من اليهود فقط. وثانياً: إنّ الذين شملهم الله بهدايته الواسعة لا تزعزعهم هذه المؤامرات ولا تؤثّر فيهم هذه الخطط. “أن يؤتى أحدٌ مثل ما أُوتيتم أو يحاجّوكم عند ربّكم”. هذه الآية استمرار لأقوال اليهود، بتقدير عبارة (ولا تصدّقوا) قبلها. وعلى ذلك يصبح معنى الآية هكذا: (لا تصدّقوا أن ينال أحد ما نلتم من الفخر وما نزل عليكم من الكتب السماوية، وكذلك لا تصدّقوا أن يستطيع أحد أن يجادلكم يوم القيامة أمام الله ويدينكم، لأنكم خير عنصر وقوم في العالم، وأنتم أصحاب النبوّة والعقل والعلم والمنطق والاستدلال). بهذا المنطق الواهي كان اليهود يسعون لنيل ميزة يتميّزون بها، من حيث علاقتهم بالله، ومن حيث العلم والمنطق والاستدلال، على الأقوام الأخرى. لذلك يردّهم الله في الآية التالية بقوله: “قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ واللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ”. أي: قل لهم إنّ المواهب والنعم، سواء أكانت النبوّة والاستدلالات العقلية المنطقية، أم المفاخر الأُخرى، هي جميعاً من الله، يسبغها على من يشاء من المؤهّلين اللائقين الجديرين بها. إنّ أحداً لم يأخذ عليه عهداً ووعداً، ولا لأحد قرابة معه. إنّ جوده وعفوه واسعان، وهو عليم بمن يستحقّهما. “يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ”. هذا توكيد لما سبق أيضاً: إنّ الله يخصّ من عباده من يراه جديراً برحمته ـ بما في ذلك مقام النبوّة والقيادة ـ دون أن يستطيع أحد تحديده فهو صاحب الأفضال والنِعم العظيمة. ويستفاد ضمناً من هذه الآية الكريمة أن الفضل الإلهي اذا شمل بعض الناس دون بعض، فليس ذلك لمحدودية الفضل الإلهي، بل بسبب تفاوت القابليات فيهم.
جاء في التفسير الوسيط للدكتور محمد سيد طنطاوي: قوله تعالى عن مِثْلَ “وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ أَن يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ ۗ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” ﴿آل عمران 73﴾ صدر صاحب الكشاف تفسيره للآية بهذا الوجه فقال: (قوله وَلا تُؤْمِنُوا متعلق بقوله: أَنْ يُؤْتى وما بينهما اعتراض، أى: ولا تظهروا إيمانكم بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا لأهل دينكم دون غيرهم. أرادوا: أسروا تصديقكم بأن المسلمين قد أوتوا من كتب الله مثل ما أوتيتم، ولا تفشوه إلا إلى أشياعكم وحدهم دون المسلمين لئلا يزيدهم ثباتا، ودون المشركين لئلا يدعوهم إلى الإسلام “أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ” عطف على أن يؤتى. والضمير في يحاجوكم لأحد، لأنه في معنى الجمع، بمعنى: ولا تؤمنوا لغير أتباعكم أن المسلمين يحاجونكم يوم القيامة ويغالبونكم عند الله تعالى بالحجة). هذا هو الوجه الأول في تفسير الآية الكريمة. وهناك وجه آخر يرى أصحابه أن قوله تعالى وَلا تُؤْمِنُوا بمعنى ولا تصدقوا أو ولا تعتقدوا، فتكون اللام في قوله “لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ” زائدة للتقوية. فيصير المعنى على هذا الوجه: أن بعض اليهود قد قالوا لبعض: أظهروا الإسلام أول النهار واكفروا آخره لعل عملكم هذا يجعل بعض المسلمين يترك دينه ويعود إلى الكفر الذي كان عليه لا تصدقوا أن أحدا من البشر يؤتى مثل ما أوتيتم يا بنى إسرائيل من الكتاب والنبوة، أو أن أحدا في قدرته أن يحاججكم عند ربكم فأنتم الأعلون في الدنيا والآخرة وأنتم الذين لا تخرج النبوة من بينكم إلى العرب، وما دام الأمر كذلك فلا تتبعوا إلا نبيّا منكم يقرر شرائع التوراة، أما من جاء بتغيير شيء من أحكامها أو كان من غير بنى إسرائيل كمحمد صلّى الله عليه وسلّم فلا تصدقوه. فالمستثنى منه على هذا الوجه هو قوله (أحد) المذكور في الآية، والمستثنى هو قوله “إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ”. والتقدير: ولا تصدقوا أن أحدا يمكن أن يؤتى مثل ما أوتيتم أو يمكنه أن يحاججكم عند ربكم إِلَّا “لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ” أى إلا من كان على ملتكم اليهودية، أما أن يكون من غيركم كهذا النبي العربي فلا يمكن أن يؤتى مثل ما أوتيتم من الكتاب والنبوة، لأنهما في زعمهم حكر على بنى إسرائيل. فهم على هذا الوجه من التفسير يزعمون أنهم غير مصدقين ولا معتقدين بأن المسلمين قد أوتوا كتابا ودينا وفضائل مثل ما أوتوا هم أى اليهود، ويرون أنفسهم لغرورهم وانطماس بصيرتهم أنهم أهدى سبيلا من كل من سواهم من البشر. وعلى كل من الوجهين يكون قوله تعالى “أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ” مفعول به لتؤمنوا. والتقدير: ولا تصدقوا أو ولا تقروا لأحد بأن أحدا يؤتى مثل ما أوتيتم أو بأن أحدا يحاججكم عند ربكم. وعلى كل من الوجهين أيضا يكون قوله تعالى: “وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ وقوله أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ” حكاية من الله تعالى لما تواصى به بعض اليهود فيما بينهم من أقوال خبيثة، وأفكار ماكرة. ويكون قوله تعالى قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ كلاما معترضا بين أقوالهم ساقه الله تعالى للمسارعة بالرد على أقوالهم الذميمة حتى يزداد المؤمنون إيمانا على إيمانهم، ويزدادوا هم رجسا إلى رجسهم، وينكشف ما أضمروه وما بيتوه للمؤمنين من سوء وحقد. أى قل لهم يا محمد إن هداية الله تعالى ملك له وحده، وهو الذي يهبها لمن يشاء من عباده، فهي ليست حكرا على أحد، ولا أمرا مقصورا على قوم دون قوم، وإذا كانت النبوة قد ظلت فترة من الزمان في بنى إسرائيل، فالله تعالى قادر على أن يسلبها منهم لأنهم لم يشكروه عليها وأن يجعلها في محمد العربي صلّى الله عليه وسلّم لأنه أهل لها وهو سبحانه أعلم حيث يجعل رسالته.
جاء في موقع مجلس النواب العراقي عن مجلس النواب ينهي قراءة أربعة قوانين بضمنها تعديل قانوني العفو العام والأحوال الشخصية بتأريخ أغسطس 4، 2024: عقد مجلس النواب جلسته الخامسة من فصله التشريعي الثاني للسنة التشريعية الثالثة للدورة الانتخابية الخامسة، اليوم الأحد برئاسة السيد محسن المندلاوي رئيس المجلس بالنيابة وحضور 177 نائبا. وفي مستهل الجلسة، أنهى المجلس القراءة الأولى لمشروع قانون التعديل الثاني لقانون العفو العام رقم (27) لسنة 2016 المقدم من اللجان القانونية، والأمن والدفاع، وحقوق الانسان، والذي يهدف لتحديد المقصود بجريمة الانتماء للتنظيمات الإرهابية بناء على ما جاء في المنهاج الوزاري الذي اقره مجلس النواب. وأكمل المجلس قراءة تقرير ومناقشة مشروع قانون انضمام جمهورية العراق الى الاتفاقية المتعلقة بالمعارض الدولية الموقعة في باريس عام 1928، والمكملة بالبروتوكولات للأعوام 1948، 1966، 1972، وتعديلاتها لعامي 1982، 1988 المقدم من لجنة العلاقات الخارجية. وأنجز المجلس قراءة تقرير ومناقشة مقترح تعديل قانون المحاماة رقم (173) لسنة 1965 المقدم من اللجنة القانونية. وارجأ المجلس قراءة تقرير ومناقشة مشروع قانون تصديق اتفاقية النقل الجوي بين حكومة جمهورية العراق وحكومة الجمهورية العربية السورية المقدم من لجنة العلاقات الخارجية. وأتم مجلس النواب القراءة الأولى لمقترح قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم (188) لسنة 1959 بعد التصويت على إضافته إلى جدول أعمال الجلسة، والذي جاء انسجاما مع ما أقرته المادة (2) من الدستور بأنه لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام وما أقرته المادة (41) من ضمان حرية الأفراد في الالتزام بأحوالهم الشخصية وحسب مذاهبهم، او اختيارهم تطبيق أحكام قانون الأحوال الشخصية رقم (188) لسنة 1959 المعدل، وبالشكل الذي يحافظ على وحدة الجهاز القضائي لتطبيق أحكام القانون والأحكام الشرعية للأحوال الشخصية.
عن موقع براثا النائب حسون الفتلاوي: مشروع قانون العفو العام لن يمرر بصيغته الحالية لتعارضها مع الدستور بتأريخ 2011-09-25: قال عضو اللجنة القانونية البرلمانية حسون الفتلاوي “ان اتفاق اربيل لم يوضح ما هي فقرات قانون العفو العام، بل أكد عليه بصيغة عامة”.وأضاف : “ان اتفاق اربيل أشار الى قانون العفو بشكله العام ولم يتطرق الى فقراته، وما هي الفئات التي يشملها”. وأوضح الفتلاوي النائب عن كتلة المواطن شهيد المحراب سابقا: “ان مشروع قانون العفو العام لم يشمل قضايا المخدرات والقتل والتسليب والزنا وسرقة المال العام” مشددا على ان مشروع القانون لن يمرر بصيغته الحالية، وذلك لتعارضه التام مع الدستور.وأشار الى “ان اللجنة القانونية في مجلس النواب مازالت مستمرة في دراسة وبحث فقرات مشروع قانون العفو العام بكل دقة، حتى يخرج بصورة لا تجعل الظالم والمظلوم بدرجة واحدة”.وكان نواب من التحالف الوطني طالبوا بضرورة اقرار قانون العفو العام بأسرع وقت ممكن باعتباره أحد اتفاقات اربيل.يذكر أن مشروع قانون العفو العام اعترض عليه العديد من الكتل باعتباره لا يتطابق مع الدستور ويشمل القتلة والمجرمين الذين لا يستحقون العفو.
عن موقع الحرة عفو عام يشمل أكثر من 7 آلاف سجين بتأريخ 03 أبريل 2024: صادق العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، على قانون عفو عام يشمل الإفراج عن أكثر من 7 آلاف سجين، وذلك قبل أيام من عيد الفطر، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية. وقالت وكالة أنباء “بترا” الرسمية، الثلاثاء، إن “الإرادة الملكية السامية صدرت اليوم بالمصادقة على قانون العفو العام لسنة 2024، بشكله الذي أقره مجلسا الأعيان والنواب”. ونقلت قناة “المملكة” التلفزيونية الرسمية عن رئيس النيابة العامة، يوسف الذيابات، قوله: “إجراءات عملية الإفراج عن المشمولين بالقانون ستبدأ اعتبارا من الأربعاء، بعد إتمام وتنقيح كافة الجداول الخاصة بهم”. جرائم مستثناة من العفو: ويشمل العفو العام جميع الجرائم الجنائية والجنحية والمخالفات والأفعال الجرمية، التي وقعت قبل تاريخ 19 مارس 2024. ويستثني 38 جريمة، أبرزها ما يتعلق بأمن الدولة والإرهاب والاتجار بالبشر والتجسّس والاغتصاب والتزوير وغسل الأموال. وكان الملك عبد الله قد أمر الحكومة في 20 مارس الماضي، بإعداد مشروع قانون عفو عام والسير بإجراءاته الدستورية، بمناسبة اليوبيل الفضي لتوليه سلطاته الدستورية وجلوسه على العرش. ومنحت الحكومة مشروع القانون صفة الاستعجال ليمرّ بمراحله الدستورية، إذ أقرّه مجلس النواب ثم مجلس الأعيان، فصادق عليه الملك، الثلاثاء، ونُشر بالجريدة الرسمية ليصبح ساري المفعول. ومنذ توليه سلطاته الدستورية عام 1999، أصدر العاهل الأردني 4 قوانين عفو عام، كان أولها عام 1999، وثانيها عام 2011، وثالثها عام 2019، والرابع هذا العام. ومنذ تاريخ العفو العام الأول في الأردن عام 1924، يعد هذا العفو العام الثامن عشر .