الرئيسية / مقالات / تطبيقات ادغام واخفاء نون تنوين الفتح (سورتي البقرة وآل عمران) (ح 7)

تطبيقات ادغام واخفاء نون تنوين الفتح (سورتي البقرة وآل عمران) (ح 7)

فيينا / الثلاثاء  11 . 03 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
 
الادغام لغة الادخال واصطلاحا كما ورد (التقاء حرف ساكن، بمتحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا، يرتفع اللسان عنهما ارتفاعة واحدة وقيل هو النطق بالحرفين كالثاني مشددا. حروف إدغامهما: ي، ر، م، ل، و، ن مجموعة في كلمة يرملون). قال الله تبارك وتعالى قال الله عز وعلا في سورة البقرة التي فيها مواضع ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي “وَاتَّقُوا يَوْمًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ (ادغام و اخفاء نون تنوين الكسر مع الحرف التالي) مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ” (البقرة 281)،  “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ (ادغام و اخفاء نون تنوين الكسر مع الحرف التالي) مُسَمًّى (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي عند الوصل) فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي) وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي) وَلَا شَهِيدٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي عند الوصل) وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي عند الوصل)” (البقرة 282).
 
قال الله عز وعلا في سورة البقرة التي فيها مواضع ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي “وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ (ادغام و اخفاء نون تنوين الكسر مع الحرف التالي) وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) فَرِهَانٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي) مَقْبُوضَةٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي عند الوصل) فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي) قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي عند الوصل)” (البقرة 283)، “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” (البقرة 286).
 
النون الساكنة: علامة الإظهار الحلقي في ضبط المصحف هو إثبات السكون فوق النون الساكنة. و علامة النون الساكنة في المصحف تكتب على شكل راس خاء صغيرة كما في المثال التالي (انْعمت) منْ هاد التنوين: علامة الاظهار الحلقي في التنوين في ضبط المصحف هو ان يكتب في حالة تنوين الضم رسم الضمه الثانية عكس الاولى مع مسح راس الضمة الثانية مثال (سَوَآءٌ عَلَيهِم) (عَذَابٌ عَظِيم). في حالة تنوين الفتح والكسر: فتكون الفتحتين او الكسرتين مركبتين ونعني بمركبتين ان تكون الحركة العليا من التنوين مركبه فوق الحركة الدنيا بحيث لو الغيت المسافة بينهما تطابقتا.مثال (رَغَدًا حَيثُ) (لِبَعضٍ عَدُوٌّ۬‌ۖ ). وياتي الاظهار الحلقي في كلمة او كلمتين واليك الجدول التالي لبيان ذلك: الحرف،  كلمة، كلمتين، تنوين الهمزة، وينْئون، انْ انتم، عبداً إذا  الهاء، وانْهارا، منْ هاد، سلامٌ هي العين، انْعمت، منْ علق، واسعٌ عليم،  الحاء، وانْحر، فمنْ حآجك، تجارةً حاضرة  الغين، فسينْغضون، منْ غل قولاً غير  الخاء، والمنْخنقة، منْ خير. لطيفٌ خبير. قال الله عز وعلا في سورة آل عمران التي فيها مواضع ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي “نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ” (آل عمران 3)، “مِنْ قَبْلُ هُدًى (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي) شَدِيدٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي عند الوصل) وَاللَّهُ عَزِيزٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي) ذُو انْتِقَامٍ” (آل عمران 4)، “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ” (آل عمران 10)، “قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي) فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي) تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي) يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) لِأُولِي الْأَبْصَارِ” (آل عمران 13).
 
تنوين الضم ( ٌ) فوق الحرف: يدل على أن الحرف منون بالضم نحو (الدال) في: “أَحَدٌ” (الإخلاص 1). تنوين الفتح ( ً) فوق الحرف: يدل على أن الحرف منون بالفتح نحو (الواو) في: “كُفُوًا” (الإخلاص 4). تنوين الكسر ( ٍ) تحت الحرف: يدل على أن الحرف منون بالكسر نحو (الدال) في: “حَاسِدٍ” (الفلق 5).  سمي الإدغام إدغامًا لإدغام النون الساكنة والتنوين عند ملاقاة حروف (يرملون) فيها. التنوين هو نون ساكنة زائدة تلحق آخر الأسماء لفظا لا خطا، ووصلا لا وقفا. و أحكامها أربعة: الإظهار، الإدغام، الإقلاب، و الإخفاء. قال الله عز وعلا في سورة آل عمران التي فيها مواضع ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي “إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” (آل عمران 21)، “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي) مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ” (آل عمران 23)، “ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) مَعْدُودَاتٍ (ادغام و اخفاء نون تنوين الكسر مع الحرف التالي) وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ” (آل عمران 24)، “لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً (ادغام و اخفاء نون تنوين الفتح مع الحرف التالي) وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ” (آل عمران 28).
 
عن التلاوة جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِ‌” (الجاثية 6) هل أنّ كلمة “تلك” إشارة إلى آيات القرآن، أم إلى آيات اللّه و العلامات الدالة عليه في الآفاق و الأنفس، و التي مرّت الإشارة إليها في الآيات السابقة؟ كلّ محتمل، إلّا أنّ الظاهر هو أنّ المراد الآيات القرآنية بقرينة التعبير بالتلاوة، غاية ما في الأمر أنّ هذه الآيات القرآنية آيات اللّه سبحانه في كلّ عالم الوجود، و على هذا فيمكن الجمع بين التّفسيرين. و على أية حال، فإنّ (التلاوة) من مادة (تلو) أي الإتيان بالكلام بعد الكلام متعاقبا، و بناء على هذا فإنّ تلاوة آيات القرآن تعني قراءتها بصورة متوالية متعاقبة. و التعبير بالحق إشارة إلى محتوى هذه الآيات، و هو أيضا إشارة إلى كون نبوّة النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و الوحي الإلهي حقّا. و بعبارة أخرى، فإنّ هذه الآيات بليغة معبرة تضمنت في طياتها الاستدلال على حقانيتها و حقانية من جاءها. و حقّا إذا لم يؤمن هؤلاء بهذه الآيات فبأي شي‌ء سوف يؤمنون؟ و لذلك تعقب الآية: “فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَ آياتِهِ يُؤْمِنُونَ” (الجاثية 6). و على قول الطبرسي في مجمع البيان، فإنّ الحديث إشارة إلى قصص الأقوام الماضين، و أحداثهم التي تبعث على الإعتبار بهم، في حين أنّ الآيات تقال للدلائل التي تميز الحق من الباطل و الصحيح من السقيم، و آيات القرآن المجيد تتحدث عن الإثنين معا. 

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً